السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
لقد شاعت الثقافة التكنولوجية في هذا العصر بين جميع فئات المجتمع وأخذت تدخل بسرعة وسهولة في كل بيت تقريبا ومن هذه الوسائل التكنولوجية الهواتف النقالة. تتميز الهواتف النقالة بألوانها الجميلة وأحجامها الصغيرة، وبأسعار تغري الصغار والكبار, كما أن شركات الاتصالات والهواتف تروج لها بطريقة مغرية وذكية. وأبعد من ذلك كله فإن معظم الأطفال يمتلكون مهارات تقنية قد يجهلها الكبار فلا يجارونهم بحال من الأحوال وأنا أحيانا أجلس كتلميذة مع أبنائي لأتعلم جزئية تقنية في هاتفي النقال منهم!! وهكذا فنحن أمام تغير هائل في أنماط المعيشة وحتى في طبيعة علاقاتنا مع أطفالنا إذ أصبحت إفرازات العولمة ملموسة في حياتنا اليومية .
لقد أصبحت الهواتف النقالة ذات أهمية كبيرة بين طلاب وطالبات المدارس, وقد تكون هناك مبررات وجيهة عند بعض طلاب المدارس لاقتناء الهواتف النقالة ومن هذه المبررات (التأكد من مواعيد الباص وربط الطالب بأهله ومدرسته في الذهاب والإياب, والتواصل مع زملائه لمعرفة مواعيد الامتحانات ومتابعة الواجبات المدرسية...) ولا شك أن الأمهات يشعرن بالخوف إذا تأخر طفلها في المدرسة ولكن الهواتف تطمئن القلوب فاتصال واحد عن زحمة مرورية يخفف من قلق الأمهات.
من الجميل أن يتبادل الأطفال من حين لآخر الرسائل المرحة ذات الطابع الفكاهي فإن ترويح النفوس من الأمور المحمودة وهنا يجب الحذر من تناقل الرسائل كما هي دون تهذيب المحتوى فلا يليق بنا أن نسمح لأبنائنا من تبادل النوادر المضحكة التي فيها تجريح للأشخاص أو القبائل أو الجنسيات لأنها تولد الكراهية والحقد والعدوانية وتضخم من شأن الفرد حتى ينظر إلى غيره باستعلاء وكبرياء وسائر العلل الخطيرة. لا شك أن ميدان المزاح واسع ونعلم منه الإبداع في الرواية والعرض والتفكير وننمي عادة القراءة ونشر الدعابة المهم أن اللهو الممتع يجب أن لا يكون طريقا نحو العبث والتقليل من شأن الآخرين.
عند شراء الهاتف النقال للطالب أو الطالبة يجب مراعاة طبيعة الطفل وسنه وهنا لا بد للوالدين من معرفة اللوائح المدرسية إذ أن بعض المدارس الخاصة مثلا تسمح لطلابها باستخدام الهاتف النقال في أوقات الفسحة وأخرى تطلب من الطلاب وضع الهواتف النقالة في صندوق الأمانات الخاص بالطالب. وكذلك على الوالدين والمربين توعية الأبناء بكيفية استخدام هذه الأجهزة بصورة صحيحة, لأن الخطورة تكمن في تحول الاهتمام بها إلى إدمان قد يصعب التعامل معه وللأمانة فإن الكبار أيضا يقعون في خطأ استخدام الهواتف لأسباب ورسائل تافهة أو مضيعة للوقت في أحسن الأحوال.
لقد كثر النقاش حول سلبيات وايجابيات الهواتف النقالة بالنسبة لطلاب المدارس فمن ايجابياتها:
-1تربي الطفل على تحمل المسئولية وتحثه على استخدام حريته بشكل صحيح.
2-التواصل الاجتماعي مع أصدقائهم وأقاربهم.
3-الاستفادة من التقنيات الموجودة به (آلة حاسبة, التقويم السنوي, برنامج القرآن الكريم, قواميس, كتب, ألعاب الكترونية, أغاني...).
-4وسيلة للاطمئنان على الأبناء في حالة خروجهم للتنزه مع أصدقائهم ووجودهم خارج البيت.
-5التعلم المستمر لمعرفة الجديد في عالم الصناعات مما يفضى إلى تنمية الثقافة التقنية بصورة عملية ومحببة إلى نفس الطفل.