ثقافة تحمل المسؤولية

يعتبر اليابانيون من أشهر قوميات العالم تقديسا لثقافة تحمل المسئولية وانتهاجا لها. فعند ظهور خطأ كبير في أي مؤسسة أو شركة نرى رأس الهرم فيها يخرج ليعلن تحمله لما حصل في إدارته من خطأ ويعلن استقالته تعبيرا عن خجلة من أن يحدث التقصير في إدارة كان يرأسها, هذا إذا لم يقرر أن ينهي حياته على طريقة "الكامزاكي" والعياذ بالله.
أما إذا حاولنا البحث عن مثل هذه الثقافة في مجتمعنا فلن نجدها, فأغلب المسئولين لدينا يعتقدون أنهم فوق المحاسبة سواءا أتت من الذات أو من الغير, فنراهم متعلقون بكراسيهم مهما حصل من كوارث وأخطاء في الإدارة الواقعة تحت مسئوليتهم, هذا إذا لم يختر ذلك المسئول "كبش فداء" ممن يرأسهم ليلقي التهمة عليه ويقيله , نيابة عنه.

ولأن لكل قاعدة شواذ,... فقد خرج رجل شجاع من أهل الجوف اسمه (عبد الحليم بن عبد الله الصالح) ويعمل مديرا عاما للتربية والتعليم في منطقة الجوف, وأعلن مسئوليته عن حادثة وقعت قبل أسابيع قليلة في مقصف بأحد مدارس المنطقة حيث انفجرت اسطوانة غاز عصرا ولم يصب أحد. فما كان من هذا "الرجل" إلا أن ذهب للطابور الصباحي لتلك المدرسة وقدم شديد اعتذاره للطلاب وأولياء أمورهم, وأعلن أنه (لإحساسه بالمسئولية عن ما حدث) قد قدم استقالته لوزير التربية والتعليم!!!.


وختاما .. نسأل الله أن تنتشر عدوى تلك الظاهرة الشهمة بين الكثير من مسئولينا في الوزارات والمؤسسات الحكومية والشركات عندما يثبت خطأ قراراتهم أو عدم جدواها. ... والله من وراء القصد.