الثقافة ليست فرعاً "ثانوياً" من فروع الحياة الاجتماعية. انها أساس الحياة، والثقافة ليست سلاحاً في يد الناس، انما هي في صميم حياة الشعب الراقي وبدونها ليس له حضارة ولا تراث في وجوده، ولا تكون للأمة خارجها، نهضة خلاقة ومبدعة.وغاية أية نهضة فكرية هي بعث الحياة الكريمة الجديدة العزيزة.فالنهضة الحية شأن ثقافي، يتكامل ابداً ويستمر ابداً بدون حدود، ضمن المجتمع الحي الذي يشهد ولادة الانسان الجديد الذي هو وحده القادر على حمل النظام الجديد وتنميته وتحدي العالم به.والنهضة في حركة مجتمعنا تشكل أملاً في بعثه من جموده، فهي تنطلق من قيم الأمة ومثلها وتراثها باخلاص وأمانة ودقة في خلق وابداع.
النهضة الثقافية كلمة نقولها في كل حين، وفي كل المناسبات لأنها متحدية تعبّر عن روح الأمة ومواهبها وتاريخها الصحيح. ولنا في ذلك قول جديد وفعل جديد لأن تحدي ظروف الأمر الواقع المرير هو جديد ومتنوع.
المسؤولية الفردية
المسؤولية في حياتنا الاجتماعية العادية
المسؤولية في مغترباتنا
العقلانية - العقل الشرع الأساسي والأعلى والأخير،
المناقبية - الايمان الجديد في مدارس الشك والتشكيك واليأس.
الايجابية في التعاطي، اذ هي عمل افتاح وحركة، فلا وجود معها للانفعال والانغلاق، عنصري في السلبية.اللغة العربية - اعتمدها وسيلة (مع غيرها من اللغات) للوصول الى تحقيق الغايات الكبرى لأنها لغة الوطن، حاملة تراثنا وثقافتنا وخازنة حضارتنا الممتدة الى تاريخ طويل.
تأسيس النوادي الثقافية والرياضية والاجتماعية، ليلتقي الناس ويتفاعلوا مع بعضهم.
كل هذه الأنشطة، تنقلنا، من حال التقوقع والانغلاق والعنصرية الى حال الانفتاح على الآخرين والتفاعل معهم ونقل أدبنا وفكرنا وتراثنا الى العوالم الأخرى، لأن ما جاءت به بلادنا عبر حياتها الممتدة منذ كان التاريخ البشري، لم يكن لها وحدها ولم تنفرد به لذاتها، بل اتت به العالم كله القديم والجديد لتشترك معه في الاستفادة من تلك التطورات الحضارية الراقية الرائدة. ان ما ندعو له، ان يتحول مواطنونا، الى حالة من الرسولية المثالية الأخلاقية التي حملوها والتي تربوا عليها ويعتزّون بحضارتها ومثلها وأدبها وفلسفتها، وان لا يشعروا بمعقدات النقص والدونية تجاه المجتمعات الأخرى، لأنهم يحملون روح وطنهم ومواهبه الخلاقة المبدعة التي طورّت العقول وهذّبت النفوس وشحذت العزائم وصدّرت الشراع الأول والشرائع الأولى الى المجتمعات التي كانت معروفة منذ القديم.الثقافة سلاحنا البناء الأمضى، والمنتصر على كل أسلحة الدمار الشامل التي يهددنا بها من يدعوالواجب الانساني للوقوف معنا حتى نحمي الحضارة الانسانية التاريخية فلا يقفون الا علينا، ليدمروا ما تعمّر وانبنى على ايدي أسلافنا منذ ما قبل جلاء التاريخ، وليقيموا عهداً ظلامياً جاهلاً ومتخلفاً، يسوده الفقر والجهل والتعصب والهمجية.فأين نحن من كل ذلك، فعلنا في درء الأخطار المحدقة والمهددة وجودنا ومصيرنا؟...